قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إن الخطاب الذي سيلقيه غدا الخميس من جامعة القاهرة لن يحل كل المشاكل مع بلدان العالم الإسلامي مضيفا أن زياراته الي الدول الإسلامية فرصة لكي يستمع كل طرف للآخر بشكل أفضل. جاء ذلك في حديث أدلي به أمس الي هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي وهو الأول من نوعه لوسائل الإعلام البريطانية منذ تسلم مهام منصبه في20 يناير الماضي. وعشية زيارته للمملكة العربية السعودية اليوم قال أوباما إن بلاده لا تستطيع فرض قيمها علي الدول الأخري. وتابع: الخطورة, كما اعتقد, تكمن عندما تظن الولايات المتحدة أو أي بلد كان, أنه يستطيع ببساطة إن يفرض قيمه علي بلد آخر له تاريخ مختلف وثقافة مختلفة.
واضاف: اعتقد أن أول شيء نستطيع القيام به هو اعطاء المثال الجيد لذلك فإن إغلاق جوانتانامو, أيا كانت صعوبته, مهم من وجهة نظري. وأعرب عن ثقته بان الولايات المتحدة قادرة علي العمل لاعادة مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية الي مسارها, وأنه' ليس من مصلحة الفلسطينيين وحدهم ان تكون لهم دولة, لكن للاسرائيليين ايضا مصلحة في ان يستقر الوضع.. وللولايات المتحدة مصلحة في ان تري دولتين تعيشان جنبا الي جنب في سلام وامن'.
وردا علي سؤال عن رفض الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان دعا اوباما الي التحلي بالصبر وقال' الدبلوماسية, عمل طويل النفس دائما. والنتائج لا تأتي ابدا سريعا' موضحا انه يطبق المبدأ نفسه علي إيران. واضاف ما قلته هو انه من مصلحة العالم ان تتخلي ايران عن طموحاتها في امتلاك السلاح النووي' معتبرا ان افضل طريقة للتوصل الي ذلك هي استخدام' الدبلوماسية المباشرة'. وقال' لا اريد إن احدد جدولا زمنيا مصطنعا لكننا نريد التاكد من اننا سنتمكن قبل نهاية العام من رؤية تطور جاد لعملية تتيح المضي قدما'. من جانبه أعلن رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات أن الرئيس الأمريكي قدم وعدا باقامة الدولة الفلسطينية وقال انها مسألة وقت.
واوضح في تصريح صحفي أمس ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) قدم للرئيس اوباما خارطة مكتوبة توضح ان الدولة الفلسطينية يجب اقامتها علي حدود الرابع من يونيو عام سبعة وستين بما فيها القدس بطول مائتين وعشرين كيلو مترا علي الحدود مع الاردن واثني عشر ميلا في المياه الاقليمية لقطاع غزة وستة واربعين كيلو مترا كمناطق حرام.
وفي هذا الاطار...دعا عريقات الي عدم استباق الامور او المبالغة باحتمال فرض عقوبات أمريكية واوروبية علي اسرائيل لرفضها وقف الاستيطان الا انه اكد ان واشنطن طالبت اسرائيل بتقديم اجابات واضحة خلال اسابيع حول الالتزام بحل الدولتين ووقف الاستيطان. وحذر مجلس الوزراء الفلسطيني من أن تدفع اعتداءات المستوطنين علي المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم المنطقة إلي دوامة جديدة من العنف لا يمكن التكهن بنتائجها. واستنكر المجلس في بيان صحفي أمس الاعتداءات' الهمجية' التي يقوم بها المستوطنون علي المواطنين الفلسطينيين العزل وعلي ممتلكاتهم.